أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميله جمال - الساعات الأخيرة من حياة عمر بن الخطاب














المزيد.....

الساعات الأخيرة من حياة عمر بن الخطاب


جميله جمال

الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 19:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أول سؤال يخطر على بالي وأنا أسرد بالساعات الأخير من حياة الخليفة عمر بن الخطاب هو,أيهما كان أشجع ؟عمر بن الخطاب أم قاتله أبو لؤلؤة المجوسي الذي فرض عليه الخليفة ضريبة مقدارها دينارين ذهب في كل يوم؟ لقد كان أبو لؤلؤة المجوسي وحيدا في المدينة مع ابنته التي قتلها ابن عمر بن الخطاب فور سماع خبر مقتل أبيه على يدي أبيها وهذا يعتبر جرم كبير لأنها مواطنة مسلمة لها ما على المسلمين من حقوق وواجبات طبعا قتل جمعٌ كثير من أهل فارس فور سماع أقرباء عمر بن الخطاب بموته وهؤلاء كان أغلبهم من الطبقة الراقية التي سكنت المدينة بعد اعلان إسلامهم....إلخ.


أنا بتقديري الشخصي بأن أبا لؤلؤة المجوسي كان أشجع من عمر بن الخطاب لأنه رجل بمفرده هجم على رجلٍ ليس عاديا بل أميرا للعرب وقتله في صلاة الفجر وترك ابنته وحيدة فقتلها أبناءُ عمر,وكان قبل يومين أو يزيد أو يقل عن ذلك قد سأل عمر بن الخطاب أبا لؤلؤة هذا السؤال: لقد بلغني عنك بأنك تستطيع أن تصنع طاحونة هواء فهل لك أن تصنع لي مثلها؟ فقال له أبو لؤلؤة: سأصنع لك طاحونة يتحدث عنها كل الناس, فأدرك عمر بذكائه أن الرجل يهدده بكلامه ولكن لم يخطر بباله أن يمتلك الشجاعة الكافية لقتل الخليفة,ومما أثار المسكين أبو لؤلؤة المجوسي هو فرض الخليفة عليه كثيرا من الضرائب والرجل قد ضاق به الحال حتى أنه لم يعد يدري كيف؟؟؟ أو من أين يأكل ويشرب وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه الخليفة عمر بن الخطاب حيث أنه حاصر الرجل كما نحاصر نحن القطة في زاوية قائمة أو منفرجةٍ مما يدفعها للاستبسال للدفاع عن نفسها وهذا ما حصل مع أبي لؤلؤة المجوسي.

عاش ثلاثة أيام بعد أن طعنه البطل المغوار أبو لؤلؤة المجوسي بخنجرٍ مسموم له رأسان مدببان الشكل وقد طعنه بما يقرب من ست طعنات في أحشاءه من الخلف وهو قائمٌ يصلي في الناس صلاة الفجر بعد أن أشرف الخليفة نفسه على الصفوف المستوية للصلاة وبعد أن تأكد من سد الفُرج من بين أقدام المصلين ليتسع الصف أكثر للصلاة ,وأما أبو لؤلؤ المجوسي العظيم فقد أصابته حالة من الهلع واضطرب وأصابته حالة من السُعار حين ترك المصلون الصلاة وهجموا للقبض عليه فطعن معه أكثر من عشرين رجلا مات منهم تسعة رجالٍ مسلمين ثم طعن أبو لؤلؤة المجوسي نفسه ومات على الفور وشرب عمر بن الخطاب نبيذ التمر في الساعة التي طُعنَ فيها فخرج النبيذُ من أحشاءه ويقال بأن هذا النبيذ ليس مُسكرا علما أنه مسكر وتصوروا معي ولع الخليفة عمر بن الخطاب بشرب النبيذ حتى وهو على فراش الموت ! في نفس الوقت الذي نسمع به صرخات الكثير من الشيوخ من على المنابر وهم ينادون بضرورة تحريم الخمر وقولهم بأن عمر بن الخطاب جلد ابنه حتى مات بسبب شربه للخمر مما يدل بأننا نقف على تاريخ مشطوب نصفه ونصفه الآخر هراء وكذب ودجل, الخليفة ممددٌ على الأرض وهو ينادي بأن أسعفوني بشراب النبيذ, هذه الساعات الأخيرة من حياة عمر بن الخطاب كشفت لنا عن أمرين مهمين وهما أن الخليفة كان مغمورا بشرب النبيذ وثانيا كان مدينا لخزينة الدولة ب36 ألف دراخما أي بما يعادل اليوم قيمة المليون دولار, وبنفس الوقت يحكي لنا التاريخ عن تقشف الخليفة ورفضته لزينة الحياة الدنيا وهجره للملذات وبما أنه كان مدينا ب36 ألف دراخما فهذا معناه بأنه كان رجلا مبذرا على شهواته فما الذي كان يصنعه بالديون التي مات وهي عليه؟ وهنالك سؤال آخر منطقي يطرح نفسه بكل شجاعة وهو أن الخليفة رفض أن يأخذ من بيت مال المسلمين درهما واحدا لسداد دينه؟ وهذا تناقض كبير لأن حجم المديونية التي كانت على كاهله هي أكبر دليل على أنه كان مبذرا وكان يأكل حصته من بيت مال المسلمين ثم يستدين مرة أخرى ومرة أخرى...وهكذا دواليك.

ولم يدفن إلا بعد أن أخذ ابنه عبدا لله عهدا على نفسه بسدادها وبعد أسبوعٍ من وفاته قام ابنه وقومه بتسديد كل الديون التي كانت مستحقة على الخليفة المقتول .

لم أسمع في حياتي درسا دينيا يتحدث عن الدين الذي كان على عمر بن الخطاب الكل يقول عنه كلاما مكررا وهو زهده وبأنه كان يملك ثوبان واحد للشتاء وآخر للصيف وإن غسل ثوبه لم يخرج للشارع العام إلا بعد أن يجف عنه الماء نظرا لأنه لم يكن يملك غيره,والسؤال المنطقي كيف لم يكن يملك غيره علما بأنه كان مدينا للناس أو لخزينة الدولة ب36 ألف درهم,إننا مهما حاولنا تزيين صورته فإننا لن نستطيع ذلك لأن الحقيقة تقول غير ذلك.



#جميله_جمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوع أقوى من الإيمان
- محمد النبي الملحد


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميله جمال - الساعات الأخيرة من حياة عمر بن الخطاب